وتوشك اللحظة الفارقة على الاقتراب وحسم رأي
الشعب في دستور مصر الجديد لسنة 2013، الذي قد يكون خير هدية ممن كتبوه أو شر بلاء
كسابقة والذين كتبوه؟ ولكن أيهما كان فالقرار الأوحد يجب أن يكون للشعب وحده دون
أدنى ضغوطات من أطراف مؤيدة أو مخاصمة، حتى يصل صوت الفرد النقي الحر دون أدنى
درجات التوجيه.
وهذا كلام لا يحدث أبداً خاصة ولو كان
التصويت في جمهورية مصر العربية التي دائما ما يكون لها معاملة خاصة وطبيعة مختلفة
ولو في أصغر الأمور، فالمؤيد يحب أن يظهر مدى تأييده بشتى الطرق كما أن المعارض
يقوم بنفس الأمر دون اختلاف مما يؤدي لتوليد مشاحنات تعصبية تودي بالأمر الى نهايته
المجروحة او المقتولة كما نرى ونسمع يومياً او لحظياً!!
إن الدستور هو مشروع لتوحيد مسارات الدولة
المختلفة في اتجاه واحد وإن كان يفتك بالناس قبله فلن يجمعهم بعده أبداً، كما انه
لا يوجد شيء مسمى ب " الكيد " في السياسة! فلا تختار أمراً مصيرياً
نكاية في طرف آخر فهذا هو الجهل والرجعية بعينها، ولا تملأ الشوارع بعبارات
التأييد لأسباب مؤقته تافهة ك " بالدستور العجلة تدور، بالدستور تنتهي
المرحلة الانتقالية، بالدستور تستقر مصر " فهذه ليست أسباب أكثر منها أكاذيب،
فمن الواضح للعقل البشري أن الدولة لا يتحقق استقرارها بدستور أكتر من قوانين
وسلوكيات أفرادها في ظل حياة كريمة، ولكن أن تقوم بإقناع البسطاء بأنهم حينما
يقولون نعم تزدهر الدنيا وتضيئ من حولهم فهذا كذب ومتاجرة لأصواتهم كالمعتاد.
ماذا لو الشعب قال لا؟ هل ستتوقف العجلة عن
الدوران؟ هل يعني ذلك لا نريد الاستقرار؟ بالعكس ذلك يعني أنه سيتم تعديل المواد
المختلف عليها حتى يصل نسبة التوافق عليه لأكثر من 98% أي يقترب من الكمال (والكمال
لله وحده) ولكن الاقتراب منه مطلوب، ان من قالوا " لا " يحبون الوطن كمن
قالوا " نعم " وليسوا أقل وطنية وأخص بالذكر من قال " لا " لأسباب
حقيقة وليس من رفض الدستور من أجل أسباب " ابن القرضاوي " ومن على
شاكلته.
الموضوع شائك وله ابعاد كثيرة ولكن في نهاية
الأمر لا تقوم بفعل ما فعلة الإخوان في الدستور السابق وفرض الرأي على الآخرين
ببيع سلعة معنوية أكثر منها حقيقية أو ملموسة للشعب بجميع أطيافه حتى لا تعاني من
فقدان المصداقية أكثر مما تعانيه الآن، وكفى تصريحات بأن الدستور سيحصل على 70% نجاح،
لأن تلك النسبة تعني أن الدستور من الممكن أن يصبح أفضل من ذلك ويرضي جميع أطياف
الشعب وإلغاء المواد العبثية به إن وجدت لأن في نهاية الأمر هذه مصر التي نحبها ونريدها
جميعا مهما كلف الأمر.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق