إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

السبت، 25 يناير 2014

الرقص على دم الشهداء

" كم كنا ننتظر هذا اليوم كما تنتظره أنت، كم علقنا آمالا في السماء لهذه اللحظة الرائعة أنه احتفال كل مصري انه عيد الثورة التي ابهرت العالم انها الذكرى الثالثة ل 25 يناير، ثورة الحق على الباطل وثورة........................ " نكتفي بهذا القدر من الأوهام ولنعود الى الواقع!
إن كنت من أبطال ميدان التحرير القدامى والذين ثبتوا في مواجهة الشرطة ونظام مبارك والجيش فمكانك اليوم ليس التحرير، فلقد أصبح التحرير الآن مكانا لحزب الكنبة والفلول والداخلية فلا تتعجب من رؤيتك لصور السيسي أو الرئيس المخلوع مبارك فهذا أمر طبيعي جدا لدى هؤلاء فمراسم عودته بدأ التمهيد لها منذ أشهر كما بدأ التوجيه الفكري للعفو عنه في أغلب البرامج والصحف بالفعل.
هذا الشعور اليائس سيشعر به كل من شارك بصدق للتضحية بنفسه من أجل وطنه فأنا لن أذكر أحزابا أو غيرها لأنهم لا يستحقون الذكر " جميعهم وليس كلهم ", الوحدة والغربة هو عنوان ميدان التحرير الآن فلقد اختلفت الوجوه والأهداف ناهيك عن النقاشات والهتاف, وكأن المكان الذي صرخنا فيه وبقوة منذ 3 سنين موجود ولكن في عالم موازي آخر ولكنه حتما ليس على هذه الأرض بعد الآن, حزب الكنبة الذي نكل واستنكر وهاجم وباغت الثوريين والميدان مطالباً بحرقه أكثر من مره هو اليوم يبعث بمندوبية الى نفس الميدان ليشارك ذكرى الثورة المجيدة كما هو أيضا حال الفلول.
من وجهة نظري الشخصية فاليوم هو عيد الشرطة التي قتلت وسفكت الدماء داخل الحرم التحريري وعلى حدوده دفاعا عن مبارك ونظامه تارة وعن مرسي وحلفاءه تارة أخرى فلقد ابتلينا بجهاز شرطي لا يأبه سوى لمصلحته الشخصية, فلا تصدقوا مقولة " الشرطة في خدمة الشعب " فهي بعيدة تماما عن الصحة ولكن " الشعب في رحمة الشرطة " تمتاز بواقعية أكثر, أصوات غناء صاخبة في هذا المكان الذي كان يوحد الصفوف حينما اختلفنا جميعنا, ورقص على دماء الشهداء الذين راحوا ضحية كل المتواجدين الآن حوله, فلقد أصبحت الغربة في التحرير ليست فقد للأحياء بل وجوبها أصبح أيضا لأرواح الشهداء الذين ينظرون الآن وما بين الحيرة والضحك الهستيري لما يحدث.

فلقد فقد الميدان روحه والرمز الذي كان يمثله وبات رمزا لما سيمثله " عيد الفلول والعسكر " ولكن جميعنا نعلم بما هو آت لا شك فيه قد تطول الفترة أو تقصر، سيعود الميدان لما كان رمزا للقوة والصمود ومكانا للرجال وليس للعملاء او الفلول او العسكر " فلقد خرجنا في وجه العسكر فكيف لهم دخوله وحملهم على الأعناق وكأنهم مفجرين الثورات في مصر"؟، أليس العسكر كان ضد الدولة طيلة ال 30 سنة تحت حكم مبارك؟ أنسينا ما فعله العسكر طوال فترة حكم مرسي مع الإخوان حينما كان " العسكر والإخوان يد واحده “؟ ما يحدث الآن هو نتيجة لتزاوج " السلطة والقوة " ولكن شعب مصر لا يكترث بكل هذا وأتوقع أن لنا لقاء مع الثورة الثالثة لأن ما يحدث يدل على تواطئ كل الأطياف وليس بعضهم أبداً، فوداعا أيها الميدان حتى نلقاك أو نعيد لك مكانتك.

الخميس، 2 يناير 2014

لهذا توقف برنامج باسم يوسف



كان من الطبيعي أن تبدأ كل مرحلة زي ما بيقولوا على " نظافة " ولكن من الملحوظ أن المرحلة الجديدة التي بدأتها الحكومة المصرية والتوجهات الفكرية السائدة لم تكن تحمل ذلك الشعار، فلقد بدأتها بقمع أحد اهم الرموز للديموقراطية المصرية وحرية التعبير ألا وهو الإعلامي " باسم يوسف " وبرنامج البرنامج الذي كان بمثابة الساعة الأروع في أيام الأسبوع، وقد بدأ يلوح لنا ذلك السبب مع طلة العام الجديد 2014.
إن الكم الهائل من المعلومات التي بتنا نأخذها في الثانية الواحدة من عدة مصادر كفيلة بإحداث انهيار عصبي في لحظات ولكن المناعة التي اكتسبناها من السنتين البائدتين جعلتنا لا نتأثر بذلك، فلقد انتشرت في الآونة الأخيرة العديد من التسريبات الصوتية وغيرها لمعظم النشطاء والشخصيات العامة من المفترض أنها تدينهم منذ بداية 25 يناير ومن الطريف فعلا تفشيها الآن فلماذا هذا التوقيت بالذات؟ على طريقة خطابات مرسي " لا تصدر خطابا قابلا للتعقيب في وقته من باسم يوسف " تلعب الحكومة هذه اللعبة مره أخرى فإن كان لباسم يوسف وجود في هذه الآونة لأخذت هذه التسريبات طريقاً آخراً ولم تكن لتحقق الصدى الواسع الذي تحققه الآن ولتأخذنا بعيداً عن السؤال الأهم من قام بذلك التسجيل ولماذا تكتم عليها كل ذلك؟ فلربما إن ظهرت في وقتها لأنقذت الكثير من الأرواح التي ماتت جراء قضايا بعض هؤلاء العابثين؟! وهذا يأخذنا الى حقيقة واحده " وهي المتستر على تلك التسريبات ويستنفع بها على حساب الوطن ودماء من ماتوا خائن كمثل الذين أصواتهم موجودة في التسجيلات بل ربما ذنبه أشد قبحاً " !!
فلقد أصبح جميع من حولنا خائنون وعملاء وبات مبارك ونظامه هم ضحية، ولقد رأينا بوادر عديدة على بداية تمهيد الطرق لجمال مبارك أو كما بدأوا في تلقيبه " يوسف هذا الزمان " الذي سوف يخرج من السجن الى الحكم! وأيضا من الصدمات أن ترى بعضاً ممن هم يدعون أنهم " صائدو الإخوان " بدأوا في التوجيه الفكري لتشويه النظام الفريق شفيق وأنه مظلوم أيضاً! ناهيك عن أحمد عز الذي أصبح المعترض الأوحد على سياسات مبارك ليس صديقة لجمال او له!
هذا كان حصاد الثورة أو الثورتين كلاهما بكل أسف، فلقد انساق الجميع الى المصلحة الشخصية وركوب اتجاه الأمواج ولو رست على شواطئ الخراب لا يكترثون فلديهم من البجاحه وسماكة الجلود ما يمكنهم من التكييف مع كل الظروف.
وهذا فعلا ما يحدث من حولنا يجعلك تتساءل في كل ما يحدث من حولك " هل حقا الجميع مذنبون؟ ام هل حقا الجميع وطنيون ولكن أغبياء؟ " ألهذه الدرجة من التخلف والغباء جعلتنا نستمع لعكاشة واحمد موسى وأحمد سبيدر فيما يهرتلون ويقولون؟ هل فعلا كان باسم يوسف هو الذي فتح عقولنا على حقائق اسلوب الحكومات الفاشل في التوجيه وتلقين المعلومات لتجعل من المشاهد آلة تتفق معهم دون أدنى مقدار من التفكير والذكاء.

لن أقول أكثر من ذلك سوى القادم يبدوا أسوء فعلا طالما هناك هناك أغبياء في صندوق الدنيا يستمع لهم، وشكرا لك باسم يوسف.