كان من الطبيعي أن تبدأ كل مرحلة زي ما بيقولوا على " نظافة "
ولكن من الملحوظ أن المرحلة الجديدة التي بدأتها الحكومة المصرية والتوجهات
الفكرية السائدة لم تكن تحمل ذلك الشعار، فلقد بدأتها بقمع أحد اهم الرموز
للديموقراطية المصرية وحرية التعبير ألا وهو الإعلامي " باسم يوسف "
وبرنامج البرنامج الذي كان بمثابة الساعة الأروع في أيام الأسبوع، وقد بدأ يلوح
لنا ذلك السبب مع طلة العام الجديد 2014.
إن الكم الهائل من المعلومات التي بتنا نأخذها في الثانية الواحدة من
عدة مصادر كفيلة بإحداث انهيار عصبي في لحظات ولكن المناعة التي اكتسبناها من
السنتين البائدتين جعلتنا لا نتأثر بذلك، فلقد انتشرت في الآونة الأخيرة العديد من
التسريبات الصوتية وغيرها لمعظم النشطاء والشخصيات العامة من المفترض أنها تدينهم
منذ بداية 25 يناير ومن الطريف فعلا تفشيها الآن فلماذا هذا التوقيت بالذات؟ على
طريقة خطابات مرسي " لا تصدر خطابا قابلا للتعقيب في وقته من باسم يوسف
" تلعب الحكومة هذه اللعبة مره أخرى فإن كان لباسم يوسف وجود في هذه الآونة
لأخذت هذه التسريبات طريقاً آخراً ولم تكن لتحقق الصدى الواسع الذي تحققه الآن
ولتأخذنا بعيداً عن السؤال الأهم من قام بذلك التسجيل ولماذا تكتم عليها كل ذلك؟
فلربما إن ظهرت في وقتها لأنقذت الكثير من الأرواح التي ماتت جراء قضايا بعض هؤلاء
العابثين؟! وهذا يأخذنا الى حقيقة واحده " وهي المتستر على تلك التسريبات
ويستنفع بها على حساب الوطن ودماء من ماتوا خائن كمثل الذين أصواتهم موجودة في
التسجيلات بل ربما ذنبه أشد قبحاً " !!
فلقد أصبح جميع من حولنا خائنون وعملاء وبات مبارك ونظامه هم ضحية،
ولقد رأينا بوادر عديدة على بداية تمهيد الطرق لجمال مبارك أو كما بدأوا في تلقيبه
" يوسف هذا الزمان " الذي سوف يخرج من السجن الى الحكم! وأيضا من
الصدمات أن ترى بعضاً ممن هم يدعون أنهم " صائدو الإخوان " بدأوا في
التوجيه الفكري لتشويه النظام الفريق شفيق وأنه مظلوم أيضاً! ناهيك عن أحمد عز
الذي أصبح المعترض الأوحد على سياسات مبارك ليس صديقة لجمال او له!
هذا كان حصاد الثورة أو الثورتين كلاهما بكل أسف، فلقد انساق الجميع
الى المصلحة الشخصية وركوب اتجاه الأمواج ولو رست على شواطئ الخراب لا يكترثون
فلديهم من البجاحه وسماكة الجلود ما يمكنهم من التكييف مع كل الظروف.
وهذا فعلا ما يحدث من حولنا يجعلك تتساءل في كل ما يحدث من حولك
" هل حقا الجميع مذنبون؟ ام هل حقا الجميع وطنيون ولكن أغبياء؟ " ألهذه
الدرجة من التخلف والغباء جعلتنا نستمع لعكاشة واحمد موسى وأحمد سبيدر فيما
يهرتلون ويقولون؟ هل فعلا كان باسم يوسف هو الذي فتح عقولنا على حقائق اسلوب
الحكومات الفاشل في التوجيه وتلقين المعلومات لتجعل من المشاهد آلة تتفق معهم دون
أدنى مقدار من التفكير والذكاء.
لن أقول أكثر من ذلك سوى القادم يبدوا أسوء فعلا طالما هناك هناك
أغبياء في صندوق الدنيا يستمع لهم، وشكرا لك باسم يوسف.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق