إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الثلاثاء، 24 سبتمبر 2013

"لذلك لن يترشح السيسي"

هل أصبحنا في تلك البلد التي تعشق صناعة الزعامة بغرض التباهي دون تحكيم العقل في مدى صلاحية الشخص للرئاسة؟ ليس كل من قاد جيشاً فهو رئيس وليس كل من رئس دولة أصبح قائدا للجيش! تلك حقيقة راسخة ولكن لما نفتقره من خبرة سياسية في تلك الفترات التخبطيه العصيبة التي نمر بها اختلط الأمر,  فقد يكون بسبب الفرحة في التخلص من الإرهاب الذي أجبرنا عليه أو الكبت الذي عانيناه من افعال من استغلوا الدين بشكل مسيء له,أعني السيسي ...... هو ذلك البطل القومي المصري المثير للجدل الذي أطاح بالرئيس الفاشل والإرهابي " محمد مرسي " بناءاً على رغبة الشعب المصري حين التقينا ببعضنا في الثلاثين من يونيو من هذا العام لا حينما طلب من المصريين الطلب الذي غير مجرى الحياة في مصر الى ما هو افضل ودب الأمل في كل الأرواح بعدما انعدمت الأرواح من الأمل, تلك هي الصورة التي ستخلد في ذهن كل مواطن مصري شريف يعشق تراب تلك البلد سواء كان ذو منصب أو لا.

فلقد أصبح السيسي نصب أعين الجميع من أفراد الجيش المصري والحكومات وهذا ما كنا نحتاجه بالفعل ! الكل الآن اصبح في حالة تحدي مع نفسة لتقديم الأفضل مما قدمه السيسي لمصر, "فحب الوطن أصبح فرض على الجميع الآن بعد استرداده" فلقد جعل من منصب وزير الدفاع ذلك المنصب الذي سوف يكون دائما منبر تهديد لرئيس الجمهورية إذا ما خرج عن ما وعد الوطن به وأظهر عدم اكتراث لأبناء الشعب المصري.
ويكفي أنه جعل هذا المنصب أعلى قيمة تدل على الوطنية من رئيس الجمهورية نفسه وهذا بالفعل ما كان ينقص مصر من لمحة سياسية جديده تعيد توازن القوى في مصر بحيث لا يصبح الرئيس هو مالك القوى المطلقة الأوحد في مصر بكل أشكالها وأنواعها بل وجب استقلال الجيش عن الرئيس أو السلطة الحاكمة لتصبح دائما الضامن على تحقيق الوعود المنشودة.
فلماذا يترشح السيسي للرئاسة ولماذا يخرج المؤيدين والذين يدفعون به للترشح من كل حدب كان, بقاءه في منصبة هو اكثر فاعلية من كونه رئيسا للجمهورية فقد يفشل في بعض الأمور السياسية ونحن شعب اصبحنا لا نرحم من يفشل ولا نشفع , فلماذا نخلق منه " مبارك " جديد يبدأ بداية رائعة وينتهي أسوأ نهاية ممكنه ؟! ونحن لدينا فرصة حقيقية لتحقيق العدل والديموقراطية السياسية في معالجة ظاهرة كيف تصنع الفرعون!
أتمنى عدم دفع السيسي للترشح او الدخول في العملية السياسية حتى يظل بطلاً قومياً مصرياً من الطراز الأول يغار منه الرئيس ومنصبة لأنه بمنتهى البساطة هو تذكرة الضمان للحصول على رئيس صادق  يخشى غضب شعبه مهما كان وإن عاد مرسي مره أخرى على أسوأ تقدير.


الاثنين، 9 سبتمبر 2013

" ما بين الرقي ودونه شارعان"

المحروسة في منتصف الخمسينيات " وسط البلد "  كانت منارة للحضارة والرقي في شتى مناطقها وإن كانت تمتاز بطابع عنصري بين أهالي الحضر ومن هم أهالي الغيط, ولكن كلا منهم كان لديه طابع ذوقي يميزه وإسلوباً يعيش به يعكس مقدرته المعيشية بهدوء شديد دون الحاجه للمناظر الخداعة والأسلوب الفوضوي الذي نراه الآن, بل كان جميعهم آن ذاك يعلمون كيف يقومون بالتسوق ومن أين؟,  فإن كان أهل الرقي هم الأوفر حظا في شراء أحدث وأجود أنواع الأقمشة وخطوط الموضة العالمية التي تميزت مصر على مر عقدين من الزمان بالأسبقية عن دون الدول العالمية وعن فرنسا "بلاد الموضة في الزمن القديم والزمن الحالي أيضاً " , فلقد كنا المنارة في العالم من حيث كل شيء ولكل شيء وأخذ هذا المفهوم في التطور منذ أواخر السبعينيات إلى " سبع صنائع والبخت ضائع " وحاول الكثير من المفسرين تفسير تلك الظاهرة التي أودت بمصر الى مرحله متأخرة من الرقي وكانت ليست بالشديدة آن ذاك.
قد يعود الأمر الى شيئين وهم الاحتكار وقلة مستوى الدخل الفردي للمواطن المصري , وكأن تلك هي المشكلة الرئيسية التي لا يمكن علاجها أبدا في مصر وهي المستوى المعيشي وهذا ينم على الغباء السياسي الذي نعيشه منذ أيام الملك فنحن نستهلك فقط 7% من مساحة مصر ونشعر بالزحمة والفقر وقلة المال وسوء الحالة الصحية فلماذا لا تقوم الحكومة بحملات توسيعيه للمدن او إنمائية لتعمير الصحراء الكثيرة التي تتوفر لدينا؟!,قلة مستوى الدخل واحتكار كلاب التجارة هو ما يجعل المواطن ما بين الجودة او التوفير وبالطبع هذا التفكير ساد في تلك الحقبة من الزمان مما أدى الى غلق الكثير من المحال التجارية لقلة الشراء او لاحتكار بعد التجار الكبار للبضاعة مما أودى الى تغيير البعض الآخر نشاطهم التجاري ونزوح بلاد الرقي والموضة بكل صيحاتها الى موطنها الأصلي "فرنسا" مرة أخرى.
الحقبة السوداء التي نعيشها الآن! ببساطه تتلخص في "الي معهوش ميلزموش" او على سبيل الدقة " اديك وتقولي كمان " تتلخص الثقافة المصرية المعاصرة في تلك الجملتين فقط، ومن المثير للغثيان تذكر ما يسمع من مهرجانات على حد تعبيرهم وهو خليط من الطبول والنعيق! تستمتع بتلك الجمل اللحنية اثناء تبضعك للأجهزة الكهربائية او الهواتف الصينية في أفخم شوارع التجارة التي هزمت " وول ستريت " فهو شارع " عبد العزيز " الشارع الذي يبتعد عن عصب مصر ووسط البلد بقرابة الشارعين، هذا الشارع ترى فيه تلاحم وتجانس جميع أطياف الوطن حينما تأخذهم نظرية" الفهلوه والإسترخاص من اجل البقاء" وترى هذه النظرية في ذلك الشارع او من يوازيه من مستوى شعبي على الأقل، فلقد بدأ هذا الشعب الذي كان يتسم بالرقي بالتكالب على ما هو أرخص وأوفر نابذاً ما هو أجود وأبقى , والفضل يرجع للحكومة فهي لم تمنع الاحتكار ولم تضبط الأسعار ولم ترفع مستو الدخل ولهذا فنحن نسير على خد الانحدار المعيشي بشكل سريع ومبهر !


كان هذا مجرد مثال لما كنا عليه ووصلنا اليه بفضل من ندعوهم زعمائنا فجميعهم أخطأوا في حق الوطن وحق الأجيال منذ الخمسينيات او ربما قبل ذلك أيضا وهذا أيضا يعكس عدم القدر على رؤية المستقبل أو التخطيط له وكأن القدر ختم على قلوبنا تأييد من يهبط بنى من علي الى أسفل سافلين، وكرؤيه عمليه يمكنك ان ترى " ما بين الرقي ودونه في مباني وجمال وسط البلد وشارع عبد العزيز" وتخيل أنك آلة الزمن تعبر الشارعان في قرابة ال50 سنه لتكتمل الصورة لديك.