إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الاثنين، 9 سبتمبر 2013

" ما بين الرقي ودونه شارعان"

المحروسة في منتصف الخمسينيات " وسط البلد "  كانت منارة للحضارة والرقي في شتى مناطقها وإن كانت تمتاز بطابع عنصري بين أهالي الحضر ومن هم أهالي الغيط, ولكن كلا منهم كان لديه طابع ذوقي يميزه وإسلوباً يعيش به يعكس مقدرته المعيشية بهدوء شديد دون الحاجه للمناظر الخداعة والأسلوب الفوضوي الذي نراه الآن, بل كان جميعهم آن ذاك يعلمون كيف يقومون بالتسوق ومن أين؟,  فإن كان أهل الرقي هم الأوفر حظا في شراء أحدث وأجود أنواع الأقمشة وخطوط الموضة العالمية التي تميزت مصر على مر عقدين من الزمان بالأسبقية عن دون الدول العالمية وعن فرنسا "بلاد الموضة في الزمن القديم والزمن الحالي أيضاً " , فلقد كنا المنارة في العالم من حيث كل شيء ولكل شيء وأخذ هذا المفهوم في التطور منذ أواخر السبعينيات إلى " سبع صنائع والبخت ضائع " وحاول الكثير من المفسرين تفسير تلك الظاهرة التي أودت بمصر الى مرحله متأخرة من الرقي وكانت ليست بالشديدة آن ذاك.
قد يعود الأمر الى شيئين وهم الاحتكار وقلة مستوى الدخل الفردي للمواطن المصري , وكأن تلك هي المشكلة الرئيسية التي لا يمكن علاجها أبدا في مصر وهي المستوى المعيشي وهذا ينم على الغباء السياسي الذي نعيشه منذ أيام الملك فنحن نستهلك فقط 7% من مساحة مصر ونشعر بالزحمة والفقر وقلة المال وسوء الحالة الصحية فلماذا لا تقوم الحكومة بحملات توسيعيه للمدن او إنمائية لتعمير الصحراء الكثيرة التي تتوفر لدينا؟!,قلة مستوى الدخل واحتكار كلاب التجارة هو ما يجعل المواطن ما بين الجودة او التوفير وبالطبع هذا التفكير ساد في تلك الحقبة من الزمان مما أدى الى غلق الكثير من المحال التجارية لقلة الشراء او لاحتكار بعد التجار الكبار للبضاعة مما أودى الى تغيير البعض الآخر نشاطهم التجاري ونزوح بلاد الرقي والموضة بكل صيحاتها الى موطنها الأصلي "فرنسا" مرة أخرى.
الحقبة السوداء التي نعيشها الآن! ببساطه تتلخص في "الي معهوش ميلزموش" او على سبيل الدقة " اديك وتقولي كمان " تتلخص الثقافة المصرية المعاصرة في تلك الجملتين فقط، ومن المثير للغثيان تذكر ما يسمع من مهرجانات على حد تعبيرهم وهو خليط من الطبول والنعيق! تستمتع بتلك الجمل اللحنية اثناء تبضعك للأجهزة الكهربائية او الهواتف الصينية في أفخم شوارع التجارة التي هزمت " وول ستريت " فهو شارع " عبد العزيز " الشارع الذي يبتعد عن عصب مصر ووسط البلد بقرابة الشارعين، هذا الشارع ترى فيه تلاحم وتجانس جميع أطياف الوطن حينما تأخذهم نظرية" الفهلوه والإسترخاص من اجل البقاء" وترى هذه النظرية في ذلك الشارع او من يوازيه من مستوى شعبي على الأقل، فلقد بدأ هذا الشعب الذي كان يتسم بالرقي بالتكالب على ما هو أرخص وأوفر نابذاً ما هو أجود وأبقى , والفضل يرجع للحكومة فهي لم تمنع الاحتكار ولم تضبط الأسعار ولم ترفع مستو الدخل ولهذا فنحن نسير على خد الانحدار المعيشي بشكل سريع ومبهر !


كان هذا مجرد مثال لما كنا عليه ووصلنا اليه بفضل من ندعوهم زعمائنا فجميعهم أخطأوا في حق الوطن وحق الأجيال منذ الخمسينيات او ربما قبل ذلك أيضا وهذا أيضا يعكس عدم القدر على رؤية المستقبل أو التخطيط له وكأن القدر ختم على قلوبنا تأييد من يهبط بنى من علي الى أسفل سافلين، وكرؤيه عمليه يمكنك ان ترى " ما بين الرقي ودونه في مباني وجمال وسط البلد وشارع عبد العزيز" وتخيل أنك آلة الزمن تعبر الشارعان في قرابة ال50 سنه لتكتمل الصورة لديك.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق