أوشكت أن أجزم بأن الذي يتفشى في مصر ما هو إلا نتاج التزاوج بين
الفقر والغباء والجهل بجانب ما عانيناه من تلوث ديني على مدار السنتين الماضيتين
فلقد أصبحنا نستمع الى أبشع الجرائم التي لم نكن نتخيل كثرتها وتكرارها في جميع
بقاع الجمهورية بلا أي اكتراث أو اهتمام وحينما نرى شعار الإخوان الملقب ب "
رابعة " ننتفض وتحمر الوجوه وكأن كفار قريش قد عادوا ليدنسوا رداء الكعبة.
ومن أكثر علامات المرض التي كنا نعانيها هو" التحرش الجنس "
والتي أخذت في التطور لتصيب الأحياء الشعبية التي زعمنا كثيراً أنها تمتاز
بالعشرية والمعرفة والحماية فيما بين أبناء الشارع الواحد، فقد أصبح اغتصاب
الفتيات دون السبعة أعوام شيء يدعوا الى عدم المبالاة وكأنه روتين يومي وقد طال
أيضاً الأحياء الفقيرة والأفقر منا التي كانت تتمتع بأخلاق ولاد البلد قديما أما
الآن فهي لا تتمتع بأي أخلاق ولكن أصبحت ممتلئة ب " ولاد ال....... "
مثل تلك الأخبار إن لم نسمعها أو نقرئها نشعر باختلاف كبير في حركة
سير اليوم كما هو الحال في يوم الجمعة, وتوقف بث برنامج البرنامج, كما أن للأخبار
السيئة لنا نصيب الأسد وخصوصاً عن اختراق الشرطة والوشاية عن بعضهم مقابل المال
لصالح المجرمين الذين يحاولون الإطاحة بهم باسم البلطجة والإرهاب ويكفي بأن الطلاب
في أكاديمية مبارك الشرطية عادوا ليدرسوا مواد " الإرهاب المعاصر " بعد
توقفها في الحقبة السوداء التي كان يرفع لوائها الدوق " محمد مرسي " فما
الجديد في جهاز الشرطة المصري بعد ذلك فإنه كالمعدن " يتمدد بالحرارة وينكمش
بالبرودة " .
هذا بجوار الدستور الذي رأينا من يبكي فرحا أو ربما شكراً واستمعنا ما
بين النوم واليقظة لكلمة " عمرو موسى " وبدأنا نرى الدعايات المؤيدة
للدستور الجديد ونحن لم نقرأه بعد فعلى أي أساس نقول " نعم أو لا " هل
سنعود لنقطة الصفر والخلاف ونعمل بعمل أسلافنا الإخوان حينما خاضوا تجربة الدستور
في فترة لا تقل عن 24 ساعة و500 كوب من الشاي الدافئ؟!
ولن أخوض في الكثير من فضائح الأحزاب واتهامهم بالعمالة فلقد كثرت
الفضائح والردح فيما بينهم وبين أعضائهم على جميع شبكات التواصل الاجتماعي ويقول
البعض انها قريبا سوف تكون فقرة ثابته تحت عنوان " افضحني ولا يهمني وهفضحك
والناس تشوف بوكسرك “، فكثير من تلك الأحزاب وثقنا فيها في بعض الأحيان وكانت من
أصحاب المبادئ الثابتة حينما اهتزت الأرض بنا جميعا ولكن الآن الثبات لله وحده.
فعن أي تقدم تتحدثون؟! نحن أصبحنا في منطقة أشبه بزمن الإخوان ولكن في
عهد مبارك، فلك أن تتخيل مدى السواد الذي نمر به في هذه الفترة ما بين، شرطة وقضاء
وشعب واقتصاد وسياسة، نحن قد نكون نحتضر ولكن بتقنية ال " سلو-مو “، فهل قمنا
بثورتين أو ثورة واحده بدأت في 25 يناير وانتهت في 30 يونيو من أجل أن نزداد خبلاً
أم تقدما؟ أدباً أم تأدباً؟ فليست هذه مصر التي كنت أريدها وسأظل ضد مصر التي هم يريدونها،
فمن نحن؟ هل نحن أصبحنا أهل مصر؟ أم أننا أصبحنا غير أهلا لها؟ مجرد سؤال!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق