المواطن .... هي
كلمة لا يشعر بها الكثيرين ممن يعيشون في منطقة الشرق الأوسط وخصوصا في منذ منتصف السبعينيات،
فقد شهدت المنطقة حروبا واقعة ما بين الحرب الأهلية اللبنانية والغزو العراقي
الغاشم على دولة الكويت، وكوني أحد الذين عاشوا الحرب الكويتية على العراق واعلم
كيف عانيت أسرتي في الفرار من بطش العراقيين عن طريق البر والمبيت في الشارع لأيام
أنا وأسرتي فأنا اعلم ما شعر به إبراهيم المواطن.
إبراهيم المواطن هو
الدور الذي يجسده الرائع جدا خالد النبوي الفنان المصري الراقي جدا في اعماله, لقد
عاد ليتحفنا بفيلم جديد ومختلف عن كل ما مضى وإن لم يكن مختلف عن كل أفلام السينما
المصرية منذ أوائل التسعينيات, قصة الفيلم رائعة وغريبة حيث أنها تدور حول شاب ربح
في اليناصيب الأمريكية للحصول على الجنسية الأمريكية وهو الآن ما يعد حلما لكثير
من الشباب لافتقارهم معنى الحرية والديموقراطية في مجتمعاتهم بشتى اختلافاتها غنية
كانت ام فقيرة, يمر بعدة مواقف خصوصا وأنه قد وصل الى الولايات المتحدة الأمريكية
بليلة سابقة لأحداث وسنرى انعكاس هذا في الفيلم على المواطنين المسلمين من أصول
عربية وغيرهم من الأمريكان المتبجحين بحرية الاعتقاد وهم لا يفقهونها, هذا الفيلم
موصى به لجميع الأعمار فهو به الطابع الدرامي والكوميدي الخفيف فهو فيلم عربي
أمريكي حاصل على 3 جوائز أمريكية ومرشح لجائزتين أخريين .
لقد أعاد لنا خالد
النبوي وكل من معه في هذا العمل المتقن الذي قد يكون لا يكلف بقدر ما يتكلف السبكي
عناء الابتذال في أفلامه أمل صحوة السينما المصرية من جديد بفيلم راقي جدا مناسب
لجميع العائلة فيه من المعاني والقيم ما يملئ المشاهدين بالأمل والثبات على ما نمر
به، فنوعية تلك الأفلام هي ما تبقى وتظل في الأذهان بلى رقص او عري او اسفاف،
أحسنت يا إبراهيم المواطن, ولنا نقد مفصل عن الفيلم ولكن بعد تاريخ صدوره في الوطن العربي حتى لا نحرق محتوياته كاملة ونضيع مجهود هذا العمل الرائع.