أمسينا نودع منذ عقدين من الزمان الفن
السينمائي الجميل ورحمة من الله ان الفن المسرحي اندثر قبل عهد السبكي الذي قضى
على معنى وأصالة السينما المصرية بأفلامه الهابطة التي تكاد لا تكون بمستوى كارتون
" توم وجيري" الذي لا يعد فقط رسوم متحركة بجانب الأوركسترا الموسيقية التي
تعزف مدة الحلقة بإبداع لحني رائع، فمهما كانت أفلامه حاشده بنجوم كبار فيبقى
مضمونه واحد يتلخص حول راقصة أو أغنية شعبي.
يتنافس السبكي هذا العيد بفيلم واحد فقط وهو
كافي لتدمير الذوق العام أكثر فأكثر وهو فيلم " عش البلبل " الذي لا
يتناسق الاسم مع مضمون الفيلم كالعادة سوى لجذب المخدوعين في أفلامه والمحبين
للهبوط الفكري ليس إلا، ويشاركه كالعادة في هذا العمل " دينا وسعد الصغير وبوسي"
مع انضمام المطربة " مي سليم " للأسف!
تدور أحداث هذا الفيلم بلا شك عن حلم شاب في
منطقة شعبيه للوصول للقمة بعد التعرف على عوالم شارع محمد علي فتساعده في ذلك فقط!
فأين التجديد أو الإبداع في ذلك في حين أن كل أفلامه كانت تدور في نفس بؤرة الشاب
الفقير الذي يحلم بالغناء أو البلطجي وهذا العمل من إخراج " حسام الجوهري
" الذي أخرج فيلماً آخر في نفس الموسم وهو فيلم "8%".
وينافسه أيضاً هذا العيد فيلم "
القشاش" الذي هو يعد المثال الذي لا يتغير من أفلام التشويق والدراما المصرية،
وتدور أحداثه حول شاب يتورط في جريمة قتل فيحاول تبرئة نفسه ويساعده البعض في الاختباء!
وكأن القصص انتهت وأصبح الإبداع يتلخص في 7 ورقات مكتوبة الى الانتهاء من حجر
المعسل على قهوة شعبي.
أما الفيلم الثالث المنافس على شباك تذاكر
عيد الأضحى فهو تجربة سينمائية أولى وجديده لفرقة ال8% التي ذاع صيتها في السنتين
الماضيتين وهذا الفيلم يحمل اسم "8%" بطولة " أوكا و أورتيجا و
شحته كاريكا ومي كساب " وتدور أحداثه حول الفرقة وحبهم للمهرجانات الشعبية
وأثناء غناءهم في إحدى الحفلات المدرسية يتم خطف احد الطلبة وتتوجه الاتهامات
اليهم, فهي تجربة جديدة على أعضاء الفرقة قد يكون أعجبتهم فكرة السينما مما أدى
الى اختيار الأسوأ للقصة والأحداث كما أني أعلم من الآن النجاح الكاسح الذي سوف
يلاقيه هذا العمل الشعبي لما تلاقيه الفرقة من شعبية كبيرة هذه الفترة في مصر.
أما الفيلم الرابع والأخير فهو يعد الفيلم
الأرقى من حيث التمثيل والقصة الجديدة على السينما المصرية فهو من كوكبة تجيد
التمثيل ك " أحمد الفيشاوي، شريف رمزي، يسرا اللوزي وايمي سمير غانم "
والقصة تدور حول عالم النساء المتسلطة والرجل هو المغلوب على أمره ووسيلة لتسلية
النساء فقط " والفيلم تحت عنوان " ها تولي راجل " ومن الواضح جدا
أن هذا الفيلم قد لا يلاقي نجاح كبير كمنافسيه الذين سلكوا منهج السبكي في الكسب
الغير مشروع من عقول المشاهدين.
وهذا أصبح حال السينما المصرية بعد تخلي أجود
العقول القصصية والإخراجية عنها في العقدين الماضيين وسعي أشباه الفنانين للوصول
الى شباك التذاكر بأكثر الطرق ابتذالاً مهما كانت التكلفة والضرر الأخلاقي أو
الفكري الذي يقدموه لمن يقلدونهم من أجيال الشعب المصري وتلك الأنواع من الابتذال
لا يجوز ابدا تقديمهما في مصر ولشعبها وخصوصاً إذا كان كل فرد في مصر يعاني من
حالة " عفريت مراتي " ولو لدقائق بعد كل فيلم جديد نراه.
فوددت أن أقول عيد أضحى مبارك على كل من تجنب الإسفاف وعيد أضحى مبارك على
أفلام العيد ال مش مباركة.